Page 12 - stis24
P. 12
التركيب الضوئي Photosynthesis
التركيب (التمثيل) الضوئي هو العملية التي تستخدمها النباتات ،والطحالب،
والبكتيريا الخض ارء لتحويل الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية مخزنة في شكل
جزيئات سكر (غلوكوز)؛ وهو المصدر الرئيس لتكوين الأكسجين.
كيفية اكتشاف التركيب الضوئي
في عام 3991م ،اكتشف جوزيف بريستلي الأكسجين .وفي إحدى تجاربه على هذا
الغاز ،أدخل شمعة مشتعلة إلى وعاء يحوي أكسجيناً نقياً ،وتركها حتى استُنفد الأكسجين
وانطفأت تلقائياً؛ ثم أدخل إليه غصينات من النعناع طافية في كأس ماء ،من دون تجديد
هوائه ،ليستطل إن كان النبات سيموت ،إلا أنه عاش خلافاً لتوقعه؛ وبعد شهرين وض
فأ اًر في الوعاء ،فعاش بدوره ،ما يدل على إرجاع النبات للأكسجين إلى داخل الوعاء.
لكن هذه التجربة لم تنجح معه دائماً عند تك اررها ،فحار بها وانتقل إلى تجارب أخرى.
في عام 3999م ،اطل يان إنغينهاوس على تجارب بريستلي ،ف ارقْته وافتتن بها؛ وقرر أن يسبر أغوارها.
في عامي 3999و ،3998أجرى إنغينهاوس نحو 000تجربة ،واضعاً في الحسبان جمي المتغي ارت والاحتمالات الممكنة،
وتوصل إلى طريقة لجم الغاز الذي ينتجه النبات .وفي كل مرة يجم فيها الغاز الناتج ،كان ينظر إن كان يساعد على الاشتعال
(أكسجين) أو على الإخماد (ثاني أكسيد الكربون).
اكتشف إنغينهاوس ،نتيجة لتجاربه ،أن النباتات المعرضة للضوء تقوم بامتصاص
ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين النقي ،على النقيض مما يفعله الإنسان ،أما
في غياب الضوء فتتصرف كالبشر .وأوضح أن كميات الأكسجين التي تنتجها
النباتات نها اًر أكبر بكثير من الكميات التي تستهلكها ليلاً .كما أعلن أن الكتلة
الجديدة التي تنتجها النباتات مصدرها ضوء الشمس ،لأن التربة لم تفقد أياً من كتلتها
م نمو النبات.
في عام 3991م ،نشر إنغينهاوس نتائجه في كتاب بعنوان "تجارب على الخض اروات" ،مبيناً فيه عملية التركيب الضوئي،
ومبرهناً أن النباتات تأخذ ثاني أكسيد الكربون من الهواء ،وتحوله إلى مادة تركيبية جديدة بوجود ضوء الشمس.
لقد أدى فهم الإنسان لعملية التركيب الضوئي ،وهي العملية الأهم على الكرة الأرضية ،إلى تقدير دور النباتات في البيئة ،وأهمية
الحفاظ عليها؛ فهي تؤدي دو اًر حيوياً في دعم الحياة على الأرض عبر إنتاج الغذاء والأكسجين.